التطورات الحديثة في علم النفس التربوي

 تعريف ظاهرة الهدر المدرسي

عندما نتحدث عن الهدر المدرسي أو التسرب من المدرسة، فنحن نعني به ما يحصل في مسيرة المتعلم الدراسية من توقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل تعليمه.

وبشكر عام يعتبر الهدر المدرسي انقطاع التلميذ أو المتعلم عن الدراسة إراديا أو لأسباب متعددة، وترك صفوف الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة..

ظاهرة الهدر المدرسي

أسباب الهدر المدرسي

للهدر المدرسي عدة أسباب سوسيوثقافية وسوسيو اقتصادية، وتختلف حدته من بلد إلى آخر بالنظر إلى الأنظمة التعليمية لكل بلد والواقع  الثقافي والإقتصادي الذي يخضع له.

وفي بلدنا يكثر الهدر االمدرسي في مستويات مختلفة من التعليم، وخاصة في المراحل الإشهادية.

أسباب تعود إلى الأسرة

قد تلعب الأسرة دورا مهما في التسرب من  المدارس، وذلك قد يكون عن طريق إجبار الأبناء على العمل من أجل مساعدة الأسرة في نفاقات العيش، ثم هناك مشكل الزواج المبكر للإناث، وهو من الأسباب التي تساهم في تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي، بالإضافة إلى أن بعض الأسر لا تتابع السير التعليمي لأبنائها..

أسباب تعود إلى التلميذ

عندما يكون المستوى التحصيلي للمتعليم والمتعلمات متدنيا،  فإنه يفكر في الإنقطاع عن الدراسة، لعدة أسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، وترتفع نسبة الهدر المدرسي لدى الذكور منها لدى الإناث بسبب عدم الإهتمام بالدراسة عندد الذكور.

أسباب تعود إلى الوضع الإقتصادي للأسرة

في وضع اقتصادي متدني، تلجا الأم والأب وكذلك الأبناء إلى العمل من أجل كسب العيش، وفي هذه االحالة تقوم الفتيات المتسربات من المدرسة برعاية بيت االسرة وحضانة الصغار، أما الذكور فيجبرون على العمل لمساعدة الأسرة في الإنفاق..

أسباب تعود إلى المدرسة

إن الأسباب التي تتعلق بالمدرسة متعددة، ويمكن تلخيصها في ما يلي:

• انعدام التنشيط الثقافي والإجتماعي ببعض المؤسسات التعليمية، يجعل منها فضاء منفرا لبعض التلاميذ، فهم ملزمون بالمكوث في المدرسة لساعات طويلة، ودور الأندية التربوية في هذا المجال هو جعل المدرسة فضاء للتعلم والتنشيط.

مما يساهم في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي..

• استعمال العنف البدني والنفسي من قبل بعض المدرسين بحق التلاميذ، وهذا من الأسباب التتي تدفع التلاميذ والتلميذات إلى التسرب من المددرسة.
• التمييز بين المتعلمات والمتعلمين على أساس قبلي أو اجتماعي أو اقتصادي، سواء داخل القسم أو في حصص الأنشطة التربوية التي قد يسود فيها الإقصاء والتهميش.
• عدم وجود مؤسسة للتكوين المهني قريبة من سكن التلميذ، وبإمكان تلك المؤسسات أن تستقطب التلاميذ والتلميذات المتسربين من المدرسة و إمدادهم بتكوين مهني يضمن لهم الإدماج السليم في المجتمع.

الآثار السلبية للهدر المدرسي

إن ظاهرة الهدر المدرسي هي  أكثر من ظاهرة مخفية، ففي كل سنة تنضاف أعداد من المتسربين من المدارس إلى الأعداد القديمة، ليصبح الرقم في النهاية ضخما، مما سيؤدي إلى ازدياد حجم البطالة، وإضعاف الإنتاج االوطني، واستفحال المشكلات الإجتماعية، كما يتحول المجتمع من البناء والإعمار إلى الإهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج، والزيادة في عدد السجون والمستشفيات، ويترتب على ذلك استمرار الجهل والتخلف  والأمية وسيطرة العادات والتقاليد الباائدة..

 الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة الهدر المدرسي

يمكن تقسيم هذه الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة الهدر المدرسي إلى:

إجراءات وقائية تربوية:

ويجب أن تشمل على الخصوص دور المساعدة التربوية والإجتماعية عبر إنشاء مراكز الإنصات بتعاون مع المدرسين وأولياء الأمر والمجتمع المحلي وتفعيل كذلك دور المختص الاجتماعي لأن مهمته الأساس ذات البعد النفسي والإجتماعي والصحي، كذلك يجب توفير دعم تربوي ومادي للتلاميذ في وضعية صعبة، وتوفير تكوين مهني قريب من السكن، كذلك يجب نهج مبدأ المساواة بين المتعلمات والمتعلمات ومنع أساليب العقاب البدني والنفسي..

إجراءات وقائية أسرية:

وتتلخص في ضرورة نشر الوعي لدى الأسرة بقيمة وأهمية التعليم، وبمخاطر التسرب من المدرسة على أبنائهم، وأيضا في وجوب تعميم المساعدة المادية للأسر الفقيرة، وكذلك توعية الأسر بمخاطر الزواج المبكر، وإقناعها بضرورة تهيئة الظروف الملائمة في البيت لدراسة أبنائهم..

خلاصة:

في الختام أعزائي متابعي مدونة تعليم  كم taalimkom ينبغي أن نأكد على أن التصدي لظاهرة الهدر المدرسي يتحمل المسؤولية فيها الجميع من بينها الأسرة والمجتمع المدني وكذلك المؤسسات التعليمية بمختلف مكوناتها من أساتذة، أطر الإدارة التربوية وكذلك المختص الاجتماعي والمختص التربوي ومختص الإقتصاد والإدارة..