تعريف تقدير الذات:
- مكون معرفي: يصف جوانب الذات في مصطلحات وصفية.
- مكون انفعالي: يتضمن درجة الإيجابية والسلبية نحو المكونات المعرفية المحددة من خلال الفرد.
- مكون تقويمي: يهتم هذا المكون بعزو قيمة الذات تبعا للمستوى المثالي الذي يحدده الفرد، والمستوى الذي من الممكن أن يكون داخليا، أو يتضمن قياس قيمة الفرد في مقابل الأفراد الآخرين أو المجموعات
أهمية تقدير الذات في المجال المدرسي
ويرى بالمارد (Palmard) أنه: إذا كانت الحاجات النرجسية لم تشبع فإن تقدير الذات ينقص واغلب الباحثين يؤكدون على أن تقدير الذات السوي هو الذي يسمح للفرد أن يتكيف وبالتالي يجلب الإحساس بالأمن ويسمح له بتوظيف طاقته النفسية نحو معرفة حقائق الحياة.
وللمدرسة دور هام في تقدير المتعلم لذاته، فهي التي تكوّن الجو الملائم للرغبة في الدراسة والتحصيل واكتساب معارف جديدة، كما تساعد التلميذ على تكوين تصور واضح عن نفسه، فهو إما يتجه نحو قبول ذاته أو رفضها. وأكدت دراسات بودوين(Bodwin,1962) وبلدوز(Beldose,1964) على أهمية تقدير الذات باعتباره عنصر أساسي في نجاح التلميذ الدراسي، وبخاصة في مواد الرياضيات والآداب.
فالمتعلمون ذوو تقدير ذات جيّد يتحصلون على نتائج دراسية جيّدة. كما بيّنت دراسات شوو وألفز(Shaw & Alves) وكويمبي(Quimby,1967) أن تقدير الذات لدى الطلبة هو عامل محدد لمواصلة الدراسات العليا أو التخلي والانقطاع عنها. وأكد ماكندلس(Mc candless,1970) على أن تقدير الذات يلعب دوراً توجيهياً ودافعياً مؤثراً في قرارات الفرد فيما يتعلق قدراته وكفاءاته في مجال الدراسة أو في مجال العمل، كما يؤثر في توقعات الفرد لنفسه، ومدى مشاركته في النشاطات الاجتماعية.
واعتبر طوماس (Thomas,1972) أن نمط المدرسة والنظام المدرسي، والعلاقة بين المعلم والتلميذ من العوامل المؤثرة في تقدير الطفل لذاته، وأوضح حامد عبد السلام زهران أن للمعلم تأثير في مستوى فهم الطفل لنفسه إذ باستطاعة المعلم أن يخفّض من هذا المستوى أو يرفع منه، وبذلك يؤثر في مستوى طموحات الطفل وأدائه.
وبيّنت مريم سليم أن للبيئة المدرسية تأثيراً بارزاً في تكوين وتنمية تقدير ذات إيجابي عند التلميذ. فالبيئة المدرسية تتضمن مجموعة عوامل من شأنها أن تؤثر في شعور التلاميذ اتجاه أنفسهم، واتجاه طرائق التدريس، وطرق المعاملة وأساليب التقويم، إضافة إلى مدى وضوح الإجراءات والقوانين الداخلية للمؤسسة والصف.
ويرى بروكوفير(Brookover) أن تقدير الذات له علاقة بالأداء المعرفي للفرد، وأن فشل بعض المتعلمين في الأداء المعرفي ليس بسبب انخفاض القدرات المعرفية ولكن بسبب انخفاض تقدير ذاته الإيجابي. وذكر سيرز(Sears) أن هناك علاقة وطيدة بين تقدير الذات والتحصيل الدراسي، فكلما كان تقدير الذات إيجابياً ساعد ذلك على النجاح والتفوّق.
وفي نفس السياق أكدت مريم سليم على الدور الحساس الذي يقوم به المعلم في تعزيز تقدير الذات لدى التلاميذ إما إيجاباً أو سلباً. فالمعلم بحكم عمله يعد من أكثر الناس اتصالاً بالأطفال والمراهقين، فإذا كان الوالدان هما النموذج الخاص بالبيت فإن النموذج الخاص بالمدرسة هو المعلم، وبالتالي يعد من أكثر العوامل تأثيراً عليهم. فالعلاقة الإيجابية بين المعلم والتلاميذ لها أهمية كبيرة في تحسين تقديرهم لذواتهم، كما يمكن للمعلم أيضاً أن يطوّر بيئة تعليمية إيجابية يشعر التلميذ فيها بالانتماء والسعادة والأمن مما يزيد فرص التعلم والنجاح لديه، وللمدرسة بمختلف جوانبها تأثير بارز في تنمية تقدير الذات لدى المتعلم بعد الأسرة.
ويؤدي كل من التوافق والنجاح المدرسي إلى تدعيم تقدير الذات لدى التلميذ، في حين يؤدي سوء التوافق والفشل الدراسي إلى فقدان الثقة في النفس أوّلاً وبالآخرين ثانياً، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض مستويات تقدير الذات لديه.
خلاصة :
يعتبر تقدير الذات من الأبعاد الهامة في شخصية الفرد. فهو يؤثر بدرجة كبيرة في سلوكه وتصرفاته وفهم الفرد لذاته يمثل محوراً هاماً في الشخصية السوية، فمن خلاله تتكوّن لدى الفرد بصيرة أفضل بالأفكار والمشاعر والأفعال، ويكون أكثر واقعيةً مع النفس ومع الآخرين، وأكثر إدراكاً لأسباب السلوك ومحركاته وموجهاته. ومازالت الذات وتقديرها من المفاهيم الأساسية التي تتصدر المراكز الأولى في البحوث النفسية والشخصية، نظرا للأهمية التي يتضمنها تقدير الذات في تأثيره المباشر على الفرد وكيانه. إذ أن العمل على جعل الفرد يرى نفسه بصورة ايجابية يقود إلى مزيد من الكفاءة والعمل ويؤدي إلى التفوق، كما أن السعي نحو تطوير وتنمية تقدير الذات لدى الفرد يساعد على التعامل والتفاعل مع الآخرين ومع المواقف، وبالتالي مواجهة التحديات والضغوط الحياتية التي تعارض الفرد.