recent
جديد تعليم كم

العوامل المؤثرة في تقدير الذات

مرحبا أعزائي متابعي مدونة تعليم كم taalimkom في هذا الموضوع سنتطرق للعوامل المؤثرة في تقدير الذات وتــأتي أهميــة تقــدير الــذات خــلال مــا يصــنعه الفــرد لنفســه، ويــؤثر بوضــوح فــي تحديـد اتجاهاته وأهدافـه، واسـتجاباته نحو نفسه ونحـو الآخـرين، ممـا جعـل منظـري الصــحة النفســية يشيرون إلــى تــأثير تقــدير الــذات فــي حيــاة الأفــراد.

العوامل المؤثرة في تقدير الذات
العوامل المؤثرة في تقدير الذات

العوامل الأسرية وعلاقتها بتقدير الذات

يمثل أفراد الأسرة بالنسبة للابن الأشخاص المهمين له، كونهم يتركون أثرا عميقا في تكوين شخصيته، وفي تكوين فكرته عن نفسه ويتضح ذلك في الآتي:

أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

يأتي دور الأسرة في تدعيم تقدير الطفل لذاته أو عدمه، فأسلوب التنشئة في الأسرة من العوامل المساعدة في تطوير تقدير الذات، فإذا كنت طفلا، وكان والداك مثاليين، فإنك قد تعلم ذلك بالفعل، أما إذا كانت لديهما نقاط ضعف وزلات عادية فإنك على الأرجح تربية بصورة تجعلك غير مثالي ومليء بالشكوك الذاتية والمخاوف التي تزعجنا جميعا. إن الإحساس من وقت لآخر بالخوف أو بعدم الكفاية يعد جزءا معتادا من الحياة، جزءا ينبغي التعامل معه والتغلب عليه.

فكثيرا ما تعطي الأسرة انطباع سلبي للطفل عن ذاته ويكون لها دور سلبي في تطوير ذات إيجابية ففي بعض الأحيان قد يقوم أفراد الأسرة باستخدام بعض المصطلحات المحبطة والمهبطة من تقدم الطفل وتطوره، فمثلا كلمة "أنت غبي"، يستخدمها الوالدان عندما لا ينجز الطفل المهمة التي كلفت له، في بعض الأحيان قد تكون هذه المهمة فوق مقدرة الطفل على إنجازها، أن التوقعات الموجودة عند الوالدين قد تؤثر سلبا على أطفالهم، فاستخدام كلمة بأنه "غبي" خاصة إذا كانت متكررة، مما يؤدي إلى إحباطه والحد من مقدرته على مواجهة مشكلاته والحد من دافعيته للخوض بتجارب جديدة.

 فالأسرة هي العامل الأساسي في توصل الطفل إلى تقدير ذاته أو عدمه، حتى يتم انخراط الشخص في المجتمع وإكسابه لخبرات من تجارب ومواقف تواجهه، حيث يبدأ بالاندماج مع الأقارب والأصدقاء ويحاول إيجاد صلة بينه وبينهم وفتح قنوات الاتصال مع المجتمع الحي المحيط به.

المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة وتقدير الذات

إن كل طبقة اجتماعية داخل اﻟﻤﺠتمع تشكل بعض القيم والتقاليد والثقافة الخاصة ﺑﻬا، وهي تلعب دورا هاما في تشكيل وتحديد أساليب المعاملة الوالدية، وأساليب أفرادها نحو تنشئة الطفل وفقا للقيم والثقافة التي تتسم ﺑﻬا الطبقة. إن التباين القيمي المتأتي من الانتماء الطبقي يشكل اختلافا في الرؤية، وكل منهما يعد أبناءه لممارسة أوضاع اجتماعية وطبقية مماثلة له، وهذا بدوره يؤثر في رؤية الطفل لنفسه وتقديرها.

 فقد أظهرت نتائج دراسة محمد مصطفى مياسا(1979) إلى أن أبناء الأسر ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع يدركون والديهم على أﻧﻬم أكثر اهتماما ودفئا لهم من أبناء الأسر ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض والمتوسط.

كما كشفت دراسات كولي Cooley, 1922، فستنجر Scott (1959) Festinger (1954)، روزنبرج Rosenberg, 1965، والستر Walster, 1965، جوردون (Gordon, 1968) أن من بين العوامل المؤثرة على تقدير الذات التنشئة الاجتماعية والتربية الدينية وأساليب الثواب والعقاب المستخدمة وخبرات النجاح والفشل التي مر بها الفرد والعضوية في الجماعات المختلفة وعلاقات القرابة والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها.

المستوى التعليمي للأولياء:

يلعب المستوى التعليمي للوالدين دورا أساسيا في تنشئة الأطفال وفي رؤيتهم لأنفسهم. فالوالدان اللذان يكونان على درجة عالية من التعليم هما أكثر تبصرا وقدرة لفهم وتلبية حاجات الابن النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية، فهما غالبا ما يتعاملان مع الأبناء تعاملا سليما وفق الأسلوب العلمي، بينما عند الوالدين الأقل تعليما قد يغلب في تعاملهما مع الأبناء أساليب القسوة أو الإهمال أو السيطرة أو العقاب مقارنة بأقراﻧﻬما الأعلى تعليمّا، وبالتالي يكون أطفالهم أكثر عرضة لسوء التوافق مع الأطفال ذوي أسر من مستوى تعليمي عال.

البيئة المدرسية وعلاقتها بتقدير الذات

المعلمون وعلاقتهم بتقدير الذات 

تلعب المدرسة دورا كبيرا في تقدير الفرد حيث يشير جير سيلد, 1952) (Jersild إلى أن المدرسة تحتل المرتبة الثانية بعد البيت بالنسبة للعديد من الأطفال في تأثيرها على تكوين تصور الطفل عن نفسه، وتكوين اتجاهات نحو قبول ذاته أو رفضها. 

ويرى توماس (Thomas, 1972) أن نمط المدرسة والنظام المدرسي والعلاقة بين المعلم والتلميذ عوامل تؤثر كلها في تقدير الطفل عن نفسه. كما أشار حامد زهران إلى أن المعلم له تأثير على مستوى مفهوم الطفل عن نفسه إذ باستطاعة المعلم أن يخفض من هذا المستوى أو يرفع منه، ويؤثر بذلك في مستوى طموحات الطفل وأدائه.

وللمدرس تأثير هام في اتجاهات نحو الذات لدى الطالب، خاصة إذا كانت هذه الاتجاهات متعلقة بمشاعره، كونه قادرا على التفكير وحل مشكلاته، والإجابة على الأسئلة، وعلى المدرس أن يساعد التلاميذ على رؤية أنفسهم بطريقة أكثر إيجابية، حتى مسألة التوافق الدراسي فهي مرتبطة بنظرة التلميذ لذاته وذلك يؤثر على الطالب في تكوين علاقات طيبة مع المدرسين.

جماعة الرفاق وعلاقتهم بتقدير الذات

يرى شموك ( (Schmuck, 1977 أن التفاعل الذي يقوم بين التلاميذ أنفسهم لا يقل أهمية عن تفاعل المعلم-المتعلم، وخاصة من حيث أثره في إنشاء العلاقات الاجتماعية والصداقات والنمو الاجتماعي. وتشير بعض البحوث إلى أن للأقران أثرا قويا في بعضهم البعض، يتناول اﻟﻤﺠالات المعرفية والانفعالية والاجتماعية على حد سواء. وتمارس جماعة الأقران أربع وظائف هامة في حياة الفرد هي:

  • تتيح للفرد ممارسة علاقات يكون فيها على قدم المساواة مع الآخرين، في حين يحتل مركزا ثانويا في علاقاته مع الراشدين.
  • توفر للفرد فرصة اكتساب مكانة خاصة به، وتحقيق هوية متميزة، تمكنه من جعل نشاطاته محور اهتمام أقرانه.
  • تشكل مصدرا وفيرا للمعلومات غير الرسمية التي تتناولها الموضوعات المدرسية عادة، كالألعاب والتقاليد الشعبية..
  • تزود الفرد بفرصة اكتساب الشجاعة والثقة بالنفس، نظرا للتأييد والدعم الذي يلقاه من أقرانه الأمر الذي يساعده على الاستقلال الذاتي وعدم الاتكال على الآخرين.

التحصيل الدراسي وخبرات النجاح والفشل

إن تحقيق النجاح يؤدي إلى زيادة تقدير الشخص لذاته في حين يؤدي الفشل إلى فقد الفرد الثقة بنفسه. فهناك اتفاق بين الباحثين عن وجود علاقة بين تقدير الذات والنجاح، إذ أن لابد من احترام الذات وتقديرها لأنها مطلب كي يتم النجاح في الحقل العلمي، وهذا النجاح بالتالي يؤدي إلى زيادة تقدير الذات. وهذا ما أكدت عليه بعض الدراسات التي استهدفت معرفة العلاقة بين تقدير الذات والتحصيل الدراسي. 

كما أشارت بعض الدراسات أن الخبرة الجيدة والناجحة في التعلم المدرسي تجعل من التلاميذ أكثر قابلية على الدخول إلى مواقف تعلم جديدة وهو أكثر ثقة بنفسه، بينما الخبرة التي تتسم بالفشل والإحباط تجعل من الطالب أكثر ميولا للبحث عن تحقيق رضاه في أمور أخرى.

بعض عوامل الفرد الذاتية وعلاقتها وتقدير الذات

صورة الفرد عن جسده

من المتغيرات الداخلية الذاتية المهمة التي تؤثر في تقدير الذات الناحية الجسمية والجنس وغيرها، وترى "ساندرا هابر أن "المظهر يعبر عن الشخص بأكمله". وما نراه في المرآة يعبر عن الأدوار التي نقوم بها في حياتنا. إننا في الواقع نستخدم الصورة الذاتية كمرادف لتقدير الذات.

وبينت دراسة "سوزان هارتر"  وآخرون  أن الإحساس الإيجابي المتعلق بالمظهر الجسدي يحتل المرتبة الأولى كمتنبئ لتقدير الذات الكلي لدى المراهقين. فتغيرات البلوغ تزيد من الاهتمام بصورة الجسد ومظهره، عند المقارنة بين الجنسين، ترى هارتر أن الإناث أكثر قلقا على مظهرهن وأكثر ميلا لأنهن يملكن تصورات سلبية على أجسادهن.

معدل النضج وعلاقته بتقدير الذات

غالبا ما يقترن النضج المبكر بتقدير إيجابي للذات حيث أن النضج المبكر يمكن من المشاركة في نشاطات اجتماعية ورياضية تعطي الفرد مكانة واعتبارا ويمكن النضج المبكر المراهق أيضا من تحمل مسؤوليات تترك لديه صورة ايجابية عن الذات. أما المتأخر في النضج فيعاني من ضغوط نفسية أنه يدرك التوقعات المرتبطة بالنمو الجسدي وأنه يعامل وكأنه أصغر من سنه وبأسلوب يختلف عن أبناء جيله من المبكرين في النضج ولذلك يطور صورة سلبية عن الذات. وإن المتأخر في النضج يشعر بالنقص لفقدانه القدرة على المنافسة وحتى بعد وصوله إلى المستوى المناسب من النضج.

الإعاقة الجسدية وعلاقتها بتقدير الذات

لا يستطيع المعوق جسديا المشاركة في بعض الأنشطة مما يترك أثرا سلبيا في مفهومه عن ذاته، وأن اتجاه الآخرين نحوه يحدد إلى أي مدى تلعب الإعاقة تلك دورا سلبيا في تقدير المعاق لذاته، إن الإعاقة تترك أثرا أعمق في حالة عدم القدرة في مشاركة الأصحاب في نشاطات لها قيمة اعتبارية كبيرة.

ويرى أدلر أن الإنسان معرض إلى القصور البدني الخلقي أو المكتسب وبالتالي إلى الشعور بالنقص، وبتأثير هذا الشعور بالنقص يتشكل لديه عامل فعال في نموه النفسي يحرك القوى النفسية لتعويض النقص مما يضمن له الأمن ويخفف شعوره بالضعف. إن الحافز للتفوق عند أدلر من أقوى موجهات السلوك الاجتماعي، وأن ممارسة هذا الحافز أمر أساسي للنمو الفردي حيث أن الفرد يسعى للحصول على تقدير الآخرين وقبولهم من خلال، إنجازاته، وعندما يتحقق ذلك اجتماعيا يكون الشخص مفيدا ومرغوبا فيه.

مستوى الطموحوعلاقته بتقدير الذات

هناك مصدران للطموح أولهما الشخص نفسه والثاني الثقافة التي يعيش في إطارها. إن فكرة الفرد عن نفسه تؤثر في مستوى طموحه حيث أن طموح الفرد يتأثر بتقديره لذاته. ولكن يحدث أن يضع المراهقون الذكور أهدافا أعلى من قدراتهم وهنا يحدث التعارض بين أهدافهم وانجازاتهم. 

وفي حالة فشلهم تضعف ثقتهم بأنفسهم ويؤدي ذلك إلى تقويم منخفض للذات ويمكن أن يخفض المراهق من طموحاته لتجنب الفشل وإذا قادره ذلك إلى تحقيق نجاح سهل فربما ألقى اللوم لفشله السابق على الآخرين، وذلك يؤدي إلى مفهوم فقير عن الذات.

العاطفة وتقدير الذات

إن الأثر المباشر للعواطف على الشخصية يأتي من الحكم الاجتماعي على كيفية تعبير الفرد عن عواطفه، ومن قدرة الفرد على إقامة علاقات عاطفية مع الآخرين، وإن أسلوب تعبير المرء عن عواطفه يؤثر في مفهومه عن ذاته. فبعض المراهقين يتسمون بسرعة الانفعال ويحدثون الانطباع بأﻧﻬم غير ناضجين، وبعضهم الآخر يكبحون عواطفهم ولكنهم يعبرون عنها في اللحظة المناسبة بطريقة مقبولة اجتماعيا، أو يوجهوﻧﻬا الوجهة المناسبة.

القبول الاجتماعي وتقدير الذات

إن قبول الذات والقبول الاجتماعي يتأثران ببعضهما، إن الشخص الواثق من أنه يلقى قبولا اجتماعيا يبدو أكثر ثباتا في سلوكه الاجتماعي وتلقى مشاركته الاجتماعية قبولا. أما ذوو تقدير الذات المنخفض فإن مشاركتهم الاجتماعية أقل ثباتا وهم اقل قبولا لدى الآخرين.

google-playkhamsatmostaqltradent