recent
جديد تعليم كم

التعلمات المدرسية بالمؤسسات التعليمية

 مرحبا أعزائي متابعي مدونة تعليم كم في هذا الموضوع سنتعرف على التعلمات المدرسية بمفهومها العام والتعلم الخاص أو ما يسمى بالتعليم المدرسي وعلاقة التعلم بالتعليم بالإضافة إلى التأخر الدراسي وعلاقته بصعوبات التعلم.

التعلمات المدرسية بؤرة تتفاعل فيها العديد من المجلات فهي قضية سياسية - فكرية فلسفية - إدارية تربوية - بيداغوجية ديداكتيكية. كل هذه المجلات مرتبطة فيما بينها ولكن القضية الحاسمة هي القضية السياسية وهي دائما مرتبطة بنظام معين وبطبيعة الدولة. بالتالي موضوع التعلمات المدرسية، موضوع شاسع، واسع، مركب، معقد، إشكالي، وتتداخل فيه مجالات فكرية متعددة.

التعلمات المدرسية بالمؤسسات التعليمية
التعلمات المدرسية بالمؤسسات التعليمية 

التعلم بالمعنى االعام

 هي ظاهرة نفسية، فردية، ذاتية، معقدة، يتداخل فيها البيولوجي بالنفسي بالاجتماعي بالثقافي، يصعب تحديد بدايتها ونهاياتها خلال حياة الفرد، ويمكن الاستدلال عليها بواسطة الأداء وبالخصوص المقارنة بالمقابل و المابعد عن طريق مجموعة من الاختبارات. ويعتبر التعلم من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة، فالحياة هي تعلم والتعلم حياة، والتعلم هو نوع من التحرر مما سبق لاكتساب الجديد، ويمكن التمييز بين عدة مفاهيم للتعلم وهي:

  • التعلم كترويض وتدجيل. وهي أدنى عمليات التعلم. 
  • التعلم كعملية تغيير في السلوك. 
  • التعلم كبنية "نتيجة" وانبناء "تطوير" المعارف. 
  • التعلم كسيرورة معرفية واشتغال ذهني.

بصفة عامة يجب أن نقر بتعددية الرؤى في مفهوم التعلم بمعنى أن التعلم يوجد في قلب التعددية. وهذا يطرح إشكالية ابستيمولوجية لعم النفس وإشكالية بيداغوجية لعلوم التربية.

التعلم الخاص أو ما يسمى بالتعليم المدرسي

هو التعلم الذي يحدث داخل المدرسة، أي وضع التعلم في قلب المدرسة أو المؤسسة، إنه تعلم منظم ومقنن ومقصود، وإجباري موجه حسب حاجة المجتمع ومتطلبات السياسة. ونسمي هذا التعلم داخل المدرسة بالتعليم وهو التدخل الخارجي لعملية التعلم الداخلي للفرد. ويطرح هذا النوع من التعلم عدة إشكالات أهمها:

  • الحرية والاكراه في بناء الشخصية.
  • مدى الانسجام بين أهداف وطموحات المتعلم وأهداف المؤسسة أو الدولة.
  • هل حقا يعد فضاء المدرسة فضاءا مناسبا للتعلم يتم فيه احترام الانسان كإنسان؟ هل هو فضاء يحرر الانسان أم يدجنه ويبرمجه ويأليله؟

التأخر الدراسي وصعوبات التعلم

ويعّرف هذا المصطلح بأنه ضعف مستوى التمكن من المهارات أو المعلومات المحددة والبطء في الإكساب والإحساس بالعجز وعدم الثقة بالنفس.

ويذكر هالاهان وكوفمان أن صموئيل كيرك  يعد أوّل من حاول وضع تعريف لصعوبات التعلم وينص على أنها " مفهوم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام، اللغة، القراءة، الكتابة، الحساب أو أيّ مواد دراسية أخرى،  وذلك نتيجة إلى إمكانية وجود خلل وظيفي مخي أو اضطرابات انفعالية، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي أو الحرمان الحسي أو العوامل الثقافية أو التعليمية.

وجاء في تعريف اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلم الوارد في أن صعوبات التعلم هي مجموعة من غير متجانسة من الاضطرابات التي تعبر عن نفسها من خلال صعوبات واضحة في اكتساب أو استخدام قدرات الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال أو القدرات الرياضية. وهذه الاضطرابات ذاتية وداخلية المنشأ، ويفترض أن تكون راجعة إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي.

ويرى (عبد الرحيم، 1990، ص 89) أنه يجب أن نفرّق بين صعوبات التعلم النوعية (Specific learning difficulties) وصعوبات التعلم (Learning difficulties) حيث يشير المصطلح الأوّل إلى صعوبة نمائية ذات طبيعة خاصة من شأنها أن تعوّق النمو العادي للطفل في بعض المجالات الخاصة كالكلام أو القراءة أو الهجاء أو الكتابة. بينما يشير المصطلح الثاني إلى الصعوبات والمشكلات التي تواجه كل الأشخاص والمرتبطة بالعملية التعليمية والحياة اليومية وهي أكثر عمومية وتتضمن الصعوبات العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية.

وعن علاقة صعوبات التعلم الأكاديمية بالتأخر الدراسي، ترى منى إبراهيم اللبودي أن التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم الأكاديمية هم التلاميذ الذين يعانون من اضطراب في المهارات الأكاديمية وغالباً ما يتأخرون عن زملائهم في الفصل الدراسي في نمو مهارات القراءة والكتابة والحساب.

ويذكر (منصوري، 2015، ص 24) أنه إذا ما بحثنا فيما يميّز التأخر الدراسي عن صعوبات التعلم نجد  مجموعة من النقاط أهمها:

  • إن القدرات العقلية عند ذوي صعوبات التعلم هي في حدود المتوسط أو أعلى، في حين تكون لدى المتأخرين دراسياً دون المتوسط.
  • العوامل المؤدية إلى التأخر الدراسي كثيرة خارجية وداخلية، بينما العوامل المؤدية إلى صعوبات التعلم في الأساس هي داخلية ترجع إلى خلل في الأداء الوظيفي للمخ وهو ما يعرف بالقصور النيورولوجي أو العصبي.
  • قد يترافق مع التأخر الدراسي ضعف في السمع أو البصر أو حرمان بيئي-اجتماعي، وتكون هذه أسباباً للتأخر الدراسي، بينما قد تترافق هذه العوامل مع صعوبات التعلم، ولكنها ليست سبباً لها.
أما أوجه التشابه بين المجالين فهي أن كلاً من التلميذ المتأخر دراسياً والتلميذ الذي يعاني من صعوبات في التعلم يكون تحصيله الدراسي أدنى مما هو متوقع منه.  

خلاصة:

علاقة التعلم بالتعليم هي علاقة الكل بالجزء، التلقائي بالمنظم، العلمي بالعامي، الضمني بالصريح، الحر بالإجباري.

google-playkhamsatmostaqltradent