recent
جديد تعليم كم

المقاربة السيكوسوسيولوجية للمراهق

 إن التكوين السوسيوولوجي والسيكولوجي لأطر الإدارة التربوية وأطر التدريس وأطر الدعم التربوي والإجتماعي وأطر الإقتصاد والإدارة، ينطلق من ضرورة فهم واستيعاب القضايا والظواهر التي تدخل في مجال تدبير العلاقة التربوية مع المتعلمين والمتعلماتت، وتصبح المعرفة السيكوسوسيولوجية للمراهق مهمة لإستثمارها في الممارسة المهنية، وذلك من أجل تصحيح وتعديل النظرة إلى المراهقين، ومعالجة مظاهر التوتر  بأساليب بعيدة عن التعسف والردع.

كذلك تفيد هذه المعرفة في إنشاء علاقات إيجابية ودينامية بالمراهق، قوامها القرب والإنصات والتفهم والتعاقد، استهدافا لإدماج المراهق في الحياة الإجتماعية.
المقاربة السيكوسوسيولوجية للمراهق
المقاربة السيكوسوسيولوجية للمراهق

تعريف المراهقة

المراهقة هي مرحلة عمرية تعني التدرج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والإجتماعي والسلوكي، وتنتهي بالرشد حيث يتحقق النضج الإجتماعي والإنفعالي.

والمراهقة لاتعني اكتمال النضج، بقدر ما تعني الاقتراب والسير نحوه، لذلك يعتبرها بعض الباحثين مرحلة من مراحل الطفولة فيقولون " مرحلة مراهقة الطفل". 

بالفعل لو شئنا تصنيف المراهقة ضمن مرحلة من مراحل النمو لوضعناها بجانب مرحلة الطفولة، لأن مظاهر النمو المختلفة لم تستقر بعد، وإن كان المراهق يرى أنه تخطى أدوار الطفولة، وأنه أصبح من وجهة نظره هو قادرا على رعاية شؤونه بنفسه، وأنه فرد مستقل الذات.

ويختلف مفهوم المراهقة عن مفهوم البلوغ ، إذ أن المراهقة أعم وأشمل لكل التغيرات التي تطرأ على الفرد في مختلف جوانب الشخصية، كالجانب العقلي والنفسي والإجتماعي.

خصائص المراهقة

تتلخص خصائص المراهقة فيما يلي:

  • التكيف مع التغيرات التي تطرأ على المراهق "جنسية، جسمية، اجتماعية، انفعالية، عقلية".
  • الشعور بالإنتماء إلى الجماعة.
  • تعلم أكثر للقيم والأساليب السلوكية.
  • البحث عن الذات "الهوية".
  • مرحلة اتخاذ القرارات والإختيارات االتربوية والإجتماعية.
  • مرحلة تكثر فيها الصراعات بين المراهق والأسرة.

نماذج المراهقة وأشكالها

تتمظهر المراهقة في عدة أشكال ونماذج ، أهمها:

المراهقة المنضبطة

وتتسم بالهدوء والإتزان الإنفعالي والنفسي، والانضباط في الحياة المدرسية، والعلاقات الإجتماعية الإيجابية مع الآخرين، والشعور، والشعور بالآمن داخل المجتمع.

المراهقة الإنسحابية

ووتسم بالإنطواء والعزلة وأحلام اليقظة التي يحقق المراهق من خلالها أحلامه، ويعبر عن أ رائه وأفكاره عبر المذكرات الشخصية، ولا يفضل المراهق فيها الأنشطة الرياضية أو الإجتماعية.

المراهقة العدوانية المقصودة

وتتسم بالإتجاهات العدائية ضد الأسرة والمدرسة وضد الذات، ونهج الأعمال التخريبية.

المراهقة المنحرفة

وتتسم بالإنحراف الأخلاقي والإدمان على المخدرات، والكذب والسرقة والمغامرات وتكوين العصابات.

المظاهر النفسية والإجتماعية لشخصية المراهق

يعاني االمراهق من عدة صراعات داخلية، كصراعه بين الإستقلال عن الأسرة وبين الإعتماد عليها، وصراعه بين مخلفات الطفولة وبين متطلبات  الرجولة أو الأنوثة، وكذلك صراعه بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الإجتماعية.

وتتجلى المظاهر الإجتماعية في شخصية المراهق في كونه يميل إلى الإستقلال والإعتماد على النفس، بجكم اكتسابه لعلاقات بأقرانه وبالآخرين، ومن تم يميل المراهق إلى الإنضمام إلى شلة معينة، وذلك مع اتساع دائرة العلاقات الإجتماعية لدى المراهق، كما يميل إلى الجنس الآخر ويبدي اهتماما به.

المراهق والمؤسسة التعليمية 

تعتبر الأسرة والمدرسية من أهم المؤسسات التربوية التي تضطلع بدور أساسي في تنمية شخصية الطفل، ويفرض الوسط الدرسي على المراهق ابتكار أساليب جديدة للتكيف والتأقلم مع هذا الوسط المختلف عما تعود عليه من قبل.

وتلعب المدرسة في حياة المراهق دورا مهما، فهي القنطرة التي يعبر على متنها نحو الإندماج في المجتمع، وهو بحاجة إلى النظام المدرسي المتفهم لحاجاته ومتطلباته النمائية، من أجل مساعدته على النمو الإجتماعي والعاطفي، ومع ذلك، فما يلاحظ في كثير من الأحيان هو غياب التواصل مع المراهق وسوء فهم واقعه، مما يدفع الكثيرين إلى التعامل معه بأسلوب ردعي وعقابي.

ويجب على الإدارة التربوية أن تكون حاضرة في هذا الجانب من خلال فتح قنوات الإتصال مع المراهقين، لأن الإنصات هو أكثر من استماع، ويمكن من مساعدة المراهق على تخطي مشاكله والإنخراط في الحياة المدرسية والإجتماعية.

كما يجب عقد حلقات لللإستماع إلى أفكار وآراء المراهقين، وإعطائهم الفرصة لطرح  التساؤلات التي تشغل بالهم.

إن الفهم الصحيح للتغيرات النمائية للمراهق تقود إلى فهم طموحاته والتجاوب معه لتخليصه من الأفكار السلبية، ومعالجة المشكلات التي يعاني منها.

google-playkhamsatmostaqltradent