كل مايخص التربية الدامجة في المغرب |
تعرف منظمة اليونسكو التربية الدامجة بأنها تربية مبنية على حق الجميع في تربية ذات جودة تستجيب لحاجات التعلم الأساسية، وتثري وجود المتعلمين.والهداف النهائي للتربية الدامجة حسب منظمة اليونسكو هو إنهاء جميع أشكال التمييز وتعزيز التماسك الاجتماعي.
أما بالنسبة لمنظمة إعاقة دولية فالتربية الدامجة تعني نظاما تربويا يأخذ بعين الاعتبار في مجال التعليم والتعلم الاحتياجات الخاصة لكل الأطفال واليافعين الموجودين في وضعية تهميش وهشاشة، بمن فيهم الأطفال في وضعية إعاقة. إنها تهدف إلى التخلص من التهميش وتحسين ظروف التعليم للجميع.
مميزات التربية الدامجة
- تقر بأن جميع الأطفال يستطعون أن يتعلمو.
- تعترف بوجود الاختلافات بين الأطفال وتحترمها.
- تستهدف ضمان المساواة في الحقوق مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الفردية لجميع الأطفال.
- تتيح للمتعلمين والمتعلمات في وضعية إعاقة، أو بدونها، أن يتعلموا جماعيا.
- تمكن البنية والأنظمة ووسائل التعليم من تلبية احتياجات جميع الأطفال.
- تساهم في بناء استراتيجية موسعة للارتقاء بمجتمع دامج
التربية الدامجة كنمط تربوي متميز
- الأطفال المستفيدون: جميع الأطفال ( مختلفون لكن يتعلمون ).
- خصوصية المدرسين: مدرسون دامجون.
- الفاعلون المساهمون: فريق تربوي - مختص اجتماعي - مختص تربوي - فريق طبي وشبه طبي - جمعيات شريكة - ﺟﻤﻌية ﺁﺑﺎﺀ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ - الأسر.
- المؤسسة المحتضنة ونوع البرامج الدراسية: - مدرسة دامجة ملزمة بالتغيير - برامج مكيفة ومرنة.
الأطر المرجعية القانونية للتربية الدامجة
- الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل سنة 1993.
- الميثاق الوطني للتربية والتكوين الدعامة 14.
- المصادقة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي إعاقة سنة 2009.
- دستور 2011 للمملكة المغربية الفصل 34.
- الرؤيا الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 الرافعة 4.
- القانون الإطار 51-17 المادة 25.
- القرار الوزاري 19-47 بتاريخ 26 يونيو 2019.
مبادئ التربية الدامجة
- مبدأ المدرسة للجميع.
- الحق في جودة التعلمات.
- مبدأ الإنصاف.
- مبدأ تكييف التعلمات لا تكييف المتعلم.
- مبدأ المراهنة على الوساطة الإجتماعية.
أسس التربية الدامجة ومرتكزاتها
- المرتكزات القانونية: ساهمت الحركات الإنسانية والمنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في الدفع إلى تبني مقاربات جديدة في مجال الحق في التعلم، وأيضا في فلسفة دمج الأقليات والفئات المهمشة، وتحقيق العدالة الإجتماعية، ونبذ الإقصاء، وإحترام الإحتلاف، وتعزيز مفهوم المواطنة والعيش المشترك.
- المرتكزات الاجتماعية: يحيل هذا المرتكز على الحاجة إلى التناغم والتوازن والأمن، وهي حاجات تعتبر ضرورية للتطور.إن مجتمعا تتضاربه الصراعات، ويفتقر إلى التلاحم مهما كان الإختلاف بين فئاته، لا يمكن أن يمتلك أدوات التقدم. والتربية الدامجة تساهم في ذلك التناغم من خلال توفيرها للأطفال في وضعية إعاقة والأطفال الذذين يعتبرون "عاديين" من استدماج تقبل الإختلاف، ومن القدرة على امتلاك روح العيش المشترك.
خصائص القسم الدامج
القسم الدامج فضاء للعمل المشترك، ومن ثم فإن كل ما ينجز فيه ينبغي أن يتم بكيفية مشتركة، بين المتعلمين والمدرس(ة) وبين المتعلمات والمتعلمين فيما بينهم. ومن الخصائص المميزة للقسم الدامج:
- وجود الولوجيات بما يتيح لجميع المتعلمات والمتعلمين ولوج القسم دون صعوبة ناجمة عن حاجز مادي أو غيره.
- وجود ستائر للنوافذ لحجب أشعة الضوء المؤثرة على رؤية بعض المتعلمات والمتعلمين الذين يعانون من مشكل ما في الرؤية.
- وجود قانون داخلي للقسم يوضع بإسهام فعلي للمتعلمات والمتعلمين، وتصاغ بنوده بشكل إيجابي، أي بالإشارة الصريحة إلى ما ينبغي القيانم به عوض الإلحاح في الامتناع عن القيام بفعل ما ( مثال أصغي حينما يكون أحدنا بصدد تقديم جواب أو فكرة، عوض ألا أتكلم عندما يكون أحدنا يتكلم).
- استعمال تنظيم خاص للطاولات والمقاعد بما ييسر العمل بواسطة مجموعات، ويتيح للمدرس(ة) التنقل بسهولة بين مجموعة وأخرى.
- وفرة الأدوات والوسائل البيداغوجية المتنوعة التي تغطي الأنشطة التربوية المبرمجة من جهة، ونوعية الاحتياجات الخاصة لبعض المتعلمات والمتعلمين، وخاصة من يوجد منهم في وضعية إعاقة، من جهة ثانية.
- وجود أركان بيداغوجية متنوعة المحتوى، لاستثمارها عند الاشتغال مع مجموعات العمل وفق منهجية بيداغوجية فارقية.
- وجود سبورات حائطية بعدد مجموعات العمل المشتركة، على أساس أن لكل مجموعة سبورتها الخاصة.
مقاربات التربية الدامجة
التربية المتخصصة
هذا النوع من التربية يحيل على المقاربة الطبية المخصصة ذات الصلة بنوعية العلاج أو الرعاية الطبية المقترنة بصنف الإعاقة، كما يرتبط برؤية خاصة للسيرورة التربوية التي تقتضي تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة داخل محيط معزول كمركز أو مؤسسة متخصصة.
الطابع التخصصي يأتي كذلك من كون الطرق البيداغوجية المعتمدة خاصة، ووسائل التعلم ومؤهلات المؤطرين مكيفة حسب كل نوع من أنواع القصور.مثال: مركز لالة أسماء للصم، مؤسسة ابن بيطار للإعاقة الحركية.
إن اعتماد نظام الداخليات في بعض المؤسسات المخصصة لا يقوم بمعزل الأطفال في وضعية إعاقة من أقرانهم بالحي فحسب، بل يبعدهم على عائلاتهم طوال السنة الدراسية، وهطذا فالطفل لا يطور إحساسه بالمحبة والانتماء للعائلة.
تربية الإدماج
الأطفال في وضعية إعاقة يتمدرسون داخل مؤسسات عمومية، فالطفل يسجل بالمدرسة لكنه يتلقى دروسا من أساتذة متخصصين داخل أقسام معزولة.في هذه الحالة، النظام لا يتم تكييفه كي يلبي حاجات الطفل، بل الطفل هو الذي عليه التكيف مع النظام السائد.
استقبال الأطفال في ووضعية إعاقة داخل المدرسة يتم دون تغيير أو مراجعة طرق وإيقاعات التعلم. فهذا الاستقبال يتم عبر التفاتة خاصة ومتابعة متخصصة لهذا الطفل.
كما أن تربية الإدماج تقتضي تغيير الطفل أو ترويضه ليتم إدماجه داخل النظام المدرسي وداخل المجتمع. مثال: أقسام الإدماج المدرسي Clis.
التربية الدامجة
التربية الدامجة هي أن المدرسة والنظام التربوي ككل يتغير ليستجيب للحاجيات الفردية لكلل المتعلمين والمتعلمات سواء كانوا معاقين أم غير ذلك حيث يتكيف النظام المدرسي، ويكون مرنا اتجاه حاجيات الطفل التربوية وليس العكس. ويعترف هذا النموذج بحق كل الأطفال في التمدرس في وسطهم الاجتماعي، وقريبا من سكناهم.
في النهاية ينبغي أن نقر بأن للتربية الدامجة إيجابيات كثيرة من بينها : أنها تسمح باحترام حق الأطفال في وضعية إعاقة في التربية، وكذلك تسمح التربية الدامجة ببقاء الأطفال في وضعية إعاقة داخل أسرهم ومجتمعاتهم، وتعمل التربية الدامجة على تحسين جودة التربية للجميع، كما تمكن من تغيير الممارسات التربوية لتسهم في تحسين جودة الفعل التربوي، وكلفة التربية الدامجة أقل من خلق مراكز متخصصة، والتربية الدامجة هي مقاربة فعالة للتوظيف الأنسب والهادف للموارد التربوية، إن التربية الدامجة تنمي وتطور المستويات الموسعة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا لمقاربة الدمج..