recent
جديد تعليم كم

القيادة التربوية والتقويم التطويري

القيادة التربوية والتقويم التطويري
القيادة التربوية والتقويم التطويري

القيادة التربوية

القيادة من قاد يقود، أي وجه، ودل على الطريق، وساس، وقاد  نحو حالة مرغوب فيها. وعلى القائد أن يعرف الطريق ويسهر على عدم الزيغ عنه حتى لايتيه المسافر، وعليه أن يحترم حرية هذا الأخير ويبلغه إلى المرفأ بسلام.

القيادة التربوية هي مجموعة من السلوكيات والمهارات التي يقوم بها القائد التربوي لتحقيق أهداف التعليم والتعلم في مؤسسة تعليمية. يمكن تعريف القيادة التربوية بأنها العملية التي يتخذ فيها القائد القرارات ويوجه الجهود نحو تحسين الجودة التعليمية وتحقيق التحسين المستمر.

التقويم التطويري

إن اتخاذ قرار على مستوى المنظومة التعليمية ككل أو على مستوى عنصر من عناصرها، يتم على معطيات موضوعية ما أمكن حول وضع النظام التربوي أو حول سيره أو نتائجه.

وتكون هذه  المعطيات ثمرة بناء عقلي انطلاقا من معطيات وبيانات نوعية وكمية تشكل ما يصطلح عليه بالمؤشرات أو القرائن التي تتيح اتخاذ القرارات عن  دراية تامة بحيثيات الموضوع.

ويشبه التقويم التطويري ما يصطلح عليه Monitoring ، الذي  يعتمد المراقبة بواسطة الإشارات الإلكترونية في مجال الطب، حيث تشتعل بعض العلامات الضوئية أو يتوقف جهاز المراقبة كليا عن العمل حينما يصاب المريض بخلل أو عطب في  جسمه.

يكون التقويم  التطويري عادة مسبوقا بتأمل وتحليل عميق للمشروع التربوي من حيث أهدافه ومراميه وأبعاده  وخصائصه وعناصره ومقوماته، وهذا التحليل هو الذي يملي التوجهات الأساس لعملية التقويم والتطوير.

وإلى عهد  قريب، كانت الإحصائيات المتعلقة بالتربية تعالج لخدمة التخطيط والتدبير: كان الأخصائيون ينطلقون أساسا من المعطيات الديمغرافية للساكنة ومن الاختيارات العامة للسياسة  التربوية ( كإقرار إلزامية التمدرس حتى سن معين مثلا ) لتحديد مقدار الموارد المالية والمادية والبشرية الضرورية، وهي معطيات تتعلق أساسا بمدخلات النظام، وكانت إنتاجية الأنظمة التعليمية تقاس أساسا بالشواهد التي  يحصل عليها الخريجون.

لكن التطورات الحديثة للعلوم والتكنولوجية والاقتصاد، والمكتسبات الاجتماعية كالحق في تكافؤ الفرص والحق في التعليم والحق في الاختلاف، أدت إلى مساءلة الأنظمة التعليمية حول نوعية التربية والتعليم التي  توفرهما للمستفدين،  وأخذ الاهتمام ينتقل من مدخلات النظام إلى عملياته ومخرجاته. إن التقويم التطويري للجودة يشكل المبدأ المفتاح لتدبير الجودة العامة عبر كل محطة من محطات سير المؤسسة التعليمية.

عناصر التقويم التطويري

يبدأ التقويم التطويري بالتشخيص الموضوعي للوضع التربوي. وعندما يتم الحصول على المعلومات الضرورية التي تشخص الحالة التي يوجد عليها الوضع التعليمي، يبقى أن نستخلص النتائج المرتبة عن ذلك، وتتخذ القرارات بشأن أعمال التصويب والتطوير التي ينبغي القيام  بها.

إن التقويم التطويري للنظام التربوي لا ينحصر في جمع المؤشرات أو القرائن وتكديسها، بل يتكون في واقع الأمر  من ثلاث إجراءات متلازمة:

  1.  الجمع المنتظم للمعطيات.
  2. تحليل وتقويم هذه المعطيات.
  3. ترجمة التقويم إلى أعمال وبرامج لتطوير أداء المؤسسة.
ويمكن تفصيل هذه الإجراءات إلى العناصر الآتية:
  • وضع المواصفات والمعايير المعتمدة في تحديد الجودة المنشودة التي يروم التقويم التطويري تحقيقها.
  • تقويم الأداء الفعلي بالجمع المنتظم للمعطيات بأدوات مناسبة لتشخيص الوضعية الحالية.
  • تحليل وتقويم المعطيات بمقارنة الأداء الفعلي بالأداء المطلوب حسب معايير الجودة المنشودة.
  • استثمار نتائج التقويم في التصويب والتحسين بإعادة توجيه الأعمال في اتجاه التطوير المنشود.
ويتشكل التقويم التطويري في عمقه:
  • سلوكا ديمقراطيا، حيث يفحص من جهة مدى تحقق الأهداف المسطرة للنظام من طرف الأم، ويلتزم من جهة أخرى بإخبار كل المهتمين بنتائج هذا الفحص.
  • ضرورة بيداغوجية حيث يمكن المدرس من معرفة ما إذا كان تلاميذه يحققون فعلا أهداف التعلم المرسومة، وفي حالة النقص في الإنجاز يمكنه القيام بأنشطة علاجية لتدارك الموقف.

أنواع التقويم التطويري

يمكن تقسيم التقويم التطويري إلى ثلاثة أنواع: التقويم الإداري، التقويم التكويني، وتقويم التحصيل الدراسي.

التقويم الإداري

يختص هذا النوع من التقويم بالسهرعلى احترام الإجراءات التنظيمية للعمل، ويهدف إلى معرفة ما إذا كانت المدارس تستجيب لمستوى معين من المطالب.
وتبعا لذلك تكون وحدة التحليل في هذه الحالة هي المؤسسة أو المقاطعة المدرسية، ويحاول التقويم الإداري أن يجيب على الأسئلة التالية:
  • هل يتوفر المدرسون على الشهادات المطلوبة؟
  • هل تنسجم البرامج المطبقة مع المشروع التربوي؟
  • هل تفي التجهيزات المتوفرة بالمطلوب؟
ولهذا النوع من التقويم أي التقويم الإداري خاصيتان مهمتان:
  1. يهتم أساسا بالمدخلات.
  2. يهدف أساسا إلى توفير مستوى لائق من الخدمة. وتكون معايير المطابقة محددة بقوانين وتنظيمات ومذكرات إدارية. ويتم التقويم في عين المكان بواسطة بطاقات ملاحظة.

التقويم التكويني

يرتكز هذا النوع من التقويم على الأفراد، فإخضاع المتعليمن والمتعلمات مثلا بشكل دوري لروائز معرفية مبنية على أهداف برنامج دراسي محدد، يتيح لمس مشاكل التعلم التي قد يواجهها التلاميذ في محيط مدرسي معين، كما يتيح البحث عن الحلول الملائمة لها.
ويتم التقويم التكويني بواسطة اختبارات محكية المرجع انطلاقا من الكفايات والأهداف ومجالات التعلم المحددة في المنهاج، لذا تكتسي المجالات التي يتضمنها المنهاج أهمية خاصة.
وتتم عملية التقويم على الشكل التالي:
  1. يخضع التلاميذ لاختبار قبلي لمعرفة مستوى تحصيلهم قبل أن ينخرطوا في عملية التعلم.
  2. يطلب من المدرسين أن يركزوا جهدهم على الأهداف الأقل تحقيقا من طرف التلاميذ.
  3. يقترح المدرسون مهام للإنجاز بالمدرسة والبيت قصد مساعدة التلاميذ على تحقيق الأهداف، وبمجرد ما يصل المتعلمون إلى مستوى مرض من التمكن يتم إخبارهم بذلك.
  4. يخضع التلاميذ لاختبار بعدي.
  5. انطلاقا من النتائج المحصل عليها، يبني المدرس خطة للعلاج إن اقتضى الحال ذلك.

تقويم التحصيل الدراسي

يتم تقويم التحصيل الدراسي بواسطة روائز معيارية " جماعية المرجع" تقارن بين نتائج تلاميذ المدارس في منطقة أو جهة أو دولة. وتوجد الآن محاولات عدة لبناء تقويمات محكية المرجع انطلاقا من الكفايات والأهداف المنشودة لاستعمالها بدل التقويم المعياري المقارن.
يمكن استثثمار تقويم التحصيل في اتجاهين مختلفين:
  1. اتجاه توفير مقارنات لأصحاب القرار الذين يهتمون بالمستوى العام لتحصيل التلاميذ وبانسجام المنتوج التعليمي مع الأهداف المقصودة.
  2. اتجاه توفير معلومات للمدرسين عن أقسامهم بالمقارنة مع الأقسام الأخرى.
إن أهداف التعليم هي التي توجه عملية التقويم التطويري، ذلك أننا نقوم لمعرفة ما إذا كنا نسير في الاتجاه المرغوب فيه. ولهذه الغاية يفضل الاعتماد على مؤشرات تكون بمثابة إشارات عند حدوث تعثرات أو مشاكل خاصة. ويمكن التقويم الدوري من ملامسة تطورات واتجاهات العملية التعليمية التعلمية.

google-playkhamsatmostaqltradent