recent
جديد تعليم كم

استعمال المؤشرات في التقويم التطويري للمؤسسات التعليمية

استعمال المؤشرات في التقويم التطويري للمؤسسات التعليمية
استعمال المؤشرات في التقويم التطويري للمؤسسات التعليمية

إن استخدام المؤشرات في التقويم التطويري للمؤسسات التعليمية يعد أمرًا حيويًا لتحسين الأداء وتعزيز الجودة التعليمية.

فالمؤشر مقياس يعد للتقويم التطويري للنظام أو المؤسسة التعليمية، وهو عبارة عن معطى إحصائي مباشر وذي مصداقية يخبر عن الوضع الحالي لظاهرة اجتماعية ذات أهمية، وعن التغيرات الكمية والنوعية التي تطرأ عليها خلال الزمن.

يخبر المؤشر في التربية والتعليم عن صحة وجود سير النظام، وعن معارف التلاميذ وما يقدرون على إنجازه، كما يخبر عن التطور الإيجابي أو السلبي لهذه العناصر وعن الفروق الدالة التي يمكن أن تبرز بين المناطق الجغرافية أو بين المؤسسات التعليمية في لحظة معينة. وينبغي لمنظومة المؤشرات أن تدل أيضا على الكيفية التي تؤثر بها المؤشرات في تشكيل وضع النظام التعليمي وفي تطوره.

ويشير المعطى إلى معلومة ذات طابع نوعي أو كمي تتم معالجتها إحصائيا وتصلح لاتخاذ القرار. والمعطى الإحصائي هو بطبيعته معطى كمي، والمؤشرات هي معطيات إحصائية ( نتائج رائز، نسبة الانقطاع الدراسي...). أما أنظمة التقويم التطويري فتشغل بالمعطيات النوعية والمعطيات الإحصائية.

في سياق تطوير المؤسسات التعليمية، يعتبر استخدام المؤشرات وسيلة فعّالة لتقويم الأداء وتحسينه. تمثل المؤشرات نقاط بيانية قابلة للقياس تعكس أداء المؤسسة بشكل كمّي، مما يسهم في فهم النقاط القوية والضعف وتحديد الفرص للتطوير.

ينبغي للمؤشرات أن تتوفر على المواصفات التالية:

  • أهمية الظاهرة التي تعبر عنها.
  • المصداقية.
  • سهولة التناول.
  • الصدق.
  • التوجه نحو التحسين.

لا بد من التذكير هنا أن التقويم التطويري لا يتلخص في تكديس المؤشرات بل هو يتكون من 3 عناصر مرتبطة فيما بينها ارتباطا عضويا:

  1. الجمع المنتظم للمعلومات.
  2. تقويم هذه المعلومات
  3. ترجمتها إلى أعمال أو قرارات مؤسسية.
وتساعد المؤشرات على لمس السير النوعي للأنظمة التربوية وإنجازاتها وهي تلعب أيضا دورا أساسيا في قيادة الإصلاحات التربوية.

دور المؤشرات في قيادة الإصلاحات التربوية

  • تبرز المؤشرات التغيرات المهمة التي قد تحدث في جودة التعليم وإنجاز التلاميذ وهي تنبه بذلك إلى مشاكل مختلفة في النظام التعليمي.
  • تسمح المؤشرات بتقويم مجهودات الإصلاح.
  • تشجع على العمل الجاد  بواسطة المقارنات مع مؤسسات تعليمية أخرى.
  • تلفت الانتباه إلى الحاجة لتحسين المؤسسات التعليمية عند المسؤولين. 
  • تكون وراء ظهور أفكار جديدة.
لتغطية النظام التعليمي ينبغي للمعلومات أن تهم:
  1. مدخلات النظام أي الموارد المادية والمالية، نوعية التلاميذ ونوع الأساتذة...
  2. عمليات النظام: الطرائق البيداغوجية المعتمدة، أساليب التقويم التربوي...
  3. المخرجات أو المنتوجات: المكتسبات الدراسية، عدد الشهادات...
وتربط المدخلات والعمليات والمخرجات علاقات متعددة الاتجاهات، لذا ينبغي دراسسة الكيفية التي تتفاعل بها المؤشرات لتحديد تأثيرها العام على النظام.

طريقة استعمال المؤشرات

  • تفسير البيانات بناءً على فهم في مجال التعليم والتعلم، واستعراض أداء المؤسسات التربوية.
  • الاهتمام بالمميزات الثابتة للنظام.
  • جعل منظومات المؤشرات مفصلة وخاضعة للمراجعة المستمرة.
  • مراعاة أن السياسة التربوية تعتمد على المؤشرات، كما تعتمد على العوامل المؤثرة في الإنجازات وهي عوامل شخصية واجتماعية وتنظيمية.
  • استعمال المؤشرات كماء الرحى في تقويم الوضعيات التعليمية، حيث لا تكفي وحدها لتقرير أعمال إصلاحية.
  • المحافظة على ثبات معنى المؤشرات عند تأويل الوضعيات.

العدد المثالي للمؤشرات والخصائص المطلوبة فيها

العدد المثالي للمؤشرات

  • لا يوجد جواب جاهز يحدد العدد  المثالي للمؤشرات.
  • تقليص عدد المؤشرات يييسر استعمالها، والإكثار من عددها لا ييسر استعمالها.
  • تقليص عدد المؤشرات قد يؤثر سلبا على مصداقيتها ما دام يقلص مقدار تغطيتها للنظام موضوع التقويم.
  • التغطية الشاملة لمكونات أداء المؤسسة أمر ضروري في التقويم التطويرين ولكن الإكثار من المؤشرات قد يؤدي إلى الإهتمام بتفاصيل غير دالة ولا يتيح التركيز على ماهو أساسي.
  • المؤشرات لا تقول كل شيء عن التربية، بل تقدم المعالم الكبرى فقط لوضعية معينة تشتمل في واقع الأمر على وضعيات متعددة ومختلفة بداخلها.

الخصائص المطلوبة في المؤشرات

  • التقويم المباشر لإنجازات المدرسة.
  • التركيز على عميات التعليم والتعلم.
  • القابلية للتكميم.
  • أحادية المعنى.
  • تغطية مجموع الأهداف ذات  الأولوية.
  • القابلية للقياس والفحص الميداني.
  • القابلية للربط مع مؤشرات أخرى.
  • الاقتصاد في الجمع والمعالجة.
  • التوفر عند الحاجة.
  • القابلية للاستيعاب من طرف جمهور واسع .
  • الصدق والارتباط الواضح بالموضوع المستهدف.
  • الثبات واستقرار النتائج المتوصل إليها  كيفما كانت ظروف التقويم.

يرى المسؤولون والمربون أنه أصبح من الضروري في الوقت الحاضر استعمال منظومة مؤشرات لتتبع وتقويم وتطوير العمل التربوي.

وينبغي للمؤشرات أن تكون مبنية على أساس الخصوصيات الثابتة للنظام التربوي بحيث تكون مرآة للسياسة التربوية المتبعة، ويتم الاتفاق حولها بسهولة من طرف مختلف الفاعلين في المجتمع.

يستعمل المؤشر كعلامة تثير الانتباه وتدعو إلى العمل، وهو أيضا وسيلة للتواصل.فالجداول والرسوم توضح مثلا تطور ظاهرة التمدرس خلال فترة معينة. وينبغي التنبيه إلى أن كل معطى إحصائي لا يشكل مؤشرا في حد ذات، فعدد المدارس بمنطقة معينة مثلا لايعتبر مؤشرا.

باختصار، استخدام المؤشرات في التقويم التطويري للمؤسسات التعليمية يسهم في تقييم الأداء بشكل كمّي وتحديد النقاط القوية والضعف. توفير رؤية واضحة حول تحقيق الأهداف التعليمية، وقياس الأداء بناءً على معايير محددة يمكن استخدامها لتحديد فرص التطوير.

 المؤشرات تعزز فهم تأثير الأنشطة التعليمية وبرامج التعلم على تحسين الطلاب وتقديم بيئة تعليمية محسنة. في النهاية، يساعد التقويم التطويري بواسطة المؤشرات على تعزيز التقدم المستمر ورفع مستوى جودة التعليم.

google-playkhamsatmostaqltradent