 |
| منهجيات وتقنيات البحث التربوي |
مرحبا أعزائي متابعي مدونة تعليم كم استجابة لمتطلبات البحث التربوي في مجال التربية والتكوين، إذ لابد لكل مهتم ممارس لمهنة التربية والتكوين بصفة عامة، ورجال الإدارة التربوية بصفة خاصة أن يكون ملما بمنهجيات وتقنيات البحث التربوي حتى يتمكن من معالجة مختلف الظواهر والمشكلات بالحقل التربوي، كظاهرة الغياب والعنف والهدر المدرسي والإنحلال الخلقي، وغيره من المشكلات التي نصادفها، والتي تختلف حدتها وخطورتها باختلاف الأوساط الإجتماعية التي تتواجد بها المؤسسات التعليمية.
تعريف البحث التربوي
يعتبر البحث التربوي بصفة عامة، وسيلة لبناء المعرفة العلمية حول ظاهرة من الظواهر المرتبطة بمجال، أو بميدان ما، من أجل اقتراح حلول للمشكلات، اعتمادا على النتائج المتوقعة من البحث.
والبحث التربوي عملية علمية لدراسة مشكلات تربوية، بهدف تحديدها وجمع المعلومات المرتبطة بها وتحليلها لإيجاد حلول لها. وهو أيضا نظرة استباقية لعدة مشكلات تربوية يمكن استخدام نتائجها لحل مشكلات مشابهة.
أنواع البحث التربوي
تنقسم الأبحاث التربوية إلى عدة أقسام بحسب أهدافها ومنهجياتها. وقد يكون البحث التربوي نظريا أو تطبيقيا، وقد يكون تاريخيا أو وصفيا أو إجرائيا، وهذا النوع الأخير يصطلح عليه بالبحث التدخلي، وهو أقرب البحوث من حيث المنهج، إلى البحوث في مجال التربية والتعليم، ويهدف إلى حل المشكلات الواقعية، وتحسين العملية التعليمية.
ميادين ومواضيع البحث التربوي
يتناول البحث التربوي عدة مواضيع تدخل في صلب اهتماماته، كالبحث في مجال النظام التربويي والمالي لمؤسسات التعليم، أو البحث في طرق التدريس ومناهجه، أو الحياة المدرسية.
مسار ومراحل البحث التربوي
لإنجاز بحث تربوي، لابد من مسار محدد، ومراحل أساسية، تتمثل في ما يلي:
- استشعار الحاجة الملحة والرغبة الإرادية في تغيير واقع معين.
- صياغة فرضيات ووضع إشكاليات كمنطلق للبحث. وجمع المعلومات والمعطيات عن طريق الإستمارات والمقابلات وعينات من فئات مستهدفة.
- الخروج بمبادئ وقواعد ونظم يمكن استغلالها في بحوث أخرى.
منهجيات البحث التربوي
إن دراسة أي موضوع، تتطلب الاستعانة بمنهج من مناهج البحث الملائمة للموضوع المطروح، ولذلك تعددت المناهج، ومن أهمها:
- المنهج الوصفي: يكثر هذا المنهج في البحوث التربوية، ويطلق عليها اسم: البحوث الوصفية، وبواسطتها نتمكن من وصف الظواهر السلوكية واكتشاف العلاقات بينها، ومن تم تفسيرها ومعرفة آثارها.
- المنهج التجريبي: وهو المنهج الذي يعتمد على التجربة من أجل اختبار فرضية معينة، وإعطاء تفسيرات لها. وهذا المنهج يمكن الإعتماد على نتائجه وتعميمها وتطبيقها.
- المنهج الإجرائي التدخلي: البحث الإجرائي التدخلي بحث واقعي، يركز على مشكلات واقعية تواجه العاملين بالمؤسسة، بهدف تحسين الممارسة التربوية، وإرساء تدابير أساسية لحل المشكلات.
البيانات والمعلومات في البحث التربوي
تعتبر البيانات والمعلومات مادة أساسية لأي بحث علمي، والتي بدونها لا يمكن دراسة وتحليل المشكلات والظواهر السلوكية.
وتكتسب البيانات والمعلومات أهميتها من حيث كونها مصدرا أساسيا لاختيار المشكلات والظواهر البحثية والتي تشكل نقطة الإنطلاق في أي بحوث أو جهود علمية.
ويعتمد جمع المعلومات والبيانات على عدة وسائل: مكتبية أو وثائقية أو مصادر علمية أو وسائل ميدانية تطبيقية كالإستمارات والإستبيانات أو وسائل إلكترونية أو معلومات مستخلصة من استقصاء عينات من فئات مستهدفة.
العينات في البحث التربوي
يقصد بالعينات في البحث التربوي: مجتمع الدراسة أو عينة الدراسة، وهذه الأخيرة تزود الباحث بالبيانات اللازمة في البحث. وعند اختيار العينة، لابد من اختيار عدد كاف من الأفراد وانتقاء العينة المناسبة للبحث. والعينات عدة أنواع، مثل: العينة العشوائية، العينة المنتظمة، العينة الطبقية، العينة العنقودية.
إعداد تقرير البحث التربوي
في هذه الخطوة، يتم استضار كل المعلومات والبيانات والنتائج المتوصل إليها، لصياغتها في التقرير النهائي، ويفترض في هذه الصياغة أن يعمد الباحث إلى تحليل البيانات في محاول لإيجاد استثناءات، وتفسير الحقائق التي نتج عنها البحث من حيث أسابها وآثارها، كما يجب مناقشة جميع التفسيرات، وعدم الإقتصار على التفسير الشخصي، وأخيرا يجب الخروج بتوصيات ومقترحات تصلح لأن تكون عناوين لدراسات وأبحاث مستقبلية.