التطورات الحديثة في علم النفس التربوي

 يحتل مكون التوثيق والأرشفة قيمة اعتبارية في صيرورة التكوينات الإدارية  إعدادا وتدبيرا وتقويما.  وتشكل الوثيقة أداة من أدوات العمل الإداري المعني أساسا  بإنتاجها وتدبيرها واستثمارها وصيانتها وتخزينها.

ونظرا لكون التوثيق والأرشفة علما متعدد المشارب والمداخل، متنوع الآليات والتقنيات، ويعتبر التوثيق والأرشيف من أولويات بناء ملمح الإطار التربوي، حيث  تنص المنظومة التشريعية المدرسية على ضرورة إيلائها عناية كبرى من أجل تطوير أداء أطر الإدارة التربوية حتى تكون قادرة على إنتاج الوثيقة الإدارية المستجيبة للشروط والمواصفات الشكلية والقانونية، مدركة لأهمية الإحاطة بالنصوص التشريعية والتنظيمات والترتيبات الإجرائية المنهجية لحسن تدبير التوثيق والأرشيف حتى يتسنى إرساء علاقات مهنية وتواصلية فعالة مع المؤسسة ومحيطها.

التوثيق وتدبير الخزانات المدرسية

تعريف المكتبة

نعني بالمكتبة مجموعة منظمة من الكتب، موضوعة بشكل منسق، ويضاف إليها كل الوسائط من دوريات وخرائط وأقراص مدمجة وكل الأدوات السمعية البصرية.. والتي من أهدافها حفظ  المعلومات وتمكين رواد المكتبة من استعمالها.

المهمات الأساسية للمكتبة

من المهمات الأساسية للمكتبة:

• توفير الكتب ومختلف المجموعات  والسلسلات، وحمايتها وتمكين المستعملين من الوصول إليها.
• توفير البيانات الكاملة  لإيجاد المعلومات الضرورية.
• تهييء فضاءات الإشتغال لرواد المكتبة بشكل مريح واقتصادي فعال وبدون مخاطر.

أنواع المكتبات 

المكتبات عدة أنواع ، وهي :

المكتبة الوطنية

وتكون داخل حدود دولة ما، أو مركز ثقافي معترف به، وفي بعض البلدان نجد المركز الوطني للمكتبات العمومية أو المكتبة الملكي، أو المكتبة الفيدرالية. ومن أهم وظائفها:

الحفاظ على الإرث الثقافي الخاص بالدولة، نظرا لأهميته التاريخية والمعرفية، وكذا تنظيم المكتبات عبر التراب الوطني، وإن كانت هذه المهمة الأخيرة من اختصاص المكتبات الجامعية.

المكتبة العمومية

ويكون لها طابع أكاديمي ، وتهدف إلى تشجيع الأساتذة والطلاب والتلاميذ على القراءة. وتساهم هذه المكتبات في إنجاح المنظومة التعليمية، وهي موجهة لعموم المواطنين من أجل تطوير القدرات المعرفية.

المكتبات المختصة

وهي بمثابة مرفق يحتوي على تخصص بعينه في حقل من حقول المعرفة، وتوجه خدماتها لذوي الإختصاص، أو لخدمة مؤسسات بعينها.

المكتبات المدرسية

وتوجه خدمات هذا النوع من المكتبات إلى التلاميذ من أجل الولوج إلى عالم المعرفة والقراءة والثقافة، ومن أجل تربية التلاميذ على حب القراءة والتعلق بالمكتبات، وكذا تسهيل عملية البحث وتيسير الحصول على المعلومات المطلوبة. وتتوفر هذه المكتبات على الكتب الدراسية الداعمة للمقررات التعليمية.

وفي المذكرة 30 لليونسكو، أصدرت IFIA " الفيدرالية الدولية للمكتبات" دعوة إلىى جميع السلطات المحلية والوطنية من أجل تطوير المكتبات الوطنية والجهوية والمحلية، وإقرار قوانين وسياسات داعمة ومشجعة لمشاريع القراءة العمومية.

تصنيف الكتب

هناك  تصنيف دولي للكتب التي تصدر في كل جهات العالم، بحيث يمكن لرواد المكتبات الوطنية الوصول إلى الكتب بدقة وسرعة، ويسمى هذا التصنيف "التصنيف العشري"، وهو يعتمد ترقيما خاصا، وكمثال على ذلك:

• 000 للمعارف العامة والموسوعات.
• 100 للفلسفة والظواهر  الخارقة وعلم النفس.
• 200 للديانات.
• 300 للعلوم الإجتماعية
• 400 للغات.
• 500 للعلوم الطبيعية والرياضيات.
• 600 للعلوم التطبيقية.
• 700 للفنون.
• 800 للآداب وعلوم البلاغة.
• 900 للجغرافيا والتاريخ والمعارف المساعدة.

خاتمة:

لايزال العمل الأرشيفي رغم قدمه متذبذبا، مختلفا بين المنطقة والأخرى، وبين المؤسسة والأخرى، رغم المجهودات التي بدأت تبذلها الأرشيفات الوطنية لتوحيد الجهود والخبرات، وكذلك تفعل القطاعت المهنية والمنظمات الدولية المتعلقة في هذا الميدان لاسيما منها الاتحاد الدولي للأرشيف والفرع الإقليمي العربي منه، رغم ذلك لاتزال المصطلحات مختلفة من جهة إلى أخرى فنسمع بالوثائق والأرشيف والمخطوطات والمحفوظات والسجلات، ولا المناهج التدريسية لهذا العلم هي الأخرى قد توحدت، ولعله السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تفاوت القدر والأهمية التي يعطيه هذا البلد لقطاع الأرشيف دون غيره، فترى القطاع لدى بعض البلدان يدرس كاختصاص جامعي، وفي البلد الآخر لا يتجاوز تدريسه في المرحلة الثانوية، وفي البلد الثالث لا يعدو أن يكون سوى مادة من المواد في علوم المعلومات، وفي الآخر لا يزال الخلط بين التوثيق والأرشيف سائدا، وهذا ينطبق طبعا على دولنا العربية التي يطلب منها الاجتهاد اكثر والاهتمام بهذا الميدان لما تزخر به حضاراتنا العريقة من وثائق ومخطوطات نادرة وجب إعطاءها القدر الكافي من الإهتمام والرعاية والدراسة والمعالجة والحفظ ...

وتعتبر الإجراءات العملية الأرشيفية الوسيلة الفعالة لتوجيه المهني للقيام بمهامه الأرشيفية داخل المؤسسة، وتحديد ما ينوط بعهدته من أعمال تتعلق بمعالجة الوثائق الإدارية منذ خلقها أو إنشائها، أو تلقيها ، إلى غاية تحديد مصيرها النهائي وذلك بإتلافها أو حفظها على الدوام كأداة بحث ومعلومة تاريخية شاهدة على الوقائع والأحداث، وموروث وثائقي يجسد ذاكرة المؤسسة ومن ثمة الذاكرة الوطنية التي يحتم الزمن والنسيان الرجوع إليها والإستناد على ما تتضمنه من معلومات تثبت الحجج، وتدعم البحث والتحقيق.

وتحدد الإجراءات العملية الأرشيفية لكل عضو داخل المؤسسة ما له وما عليه من أعمال بخصوص التصرف في الوثائق الإدارية والأرشيف.