recent
جديد تعليم كم

التدبير الإداري لأطر الإدارة التربوية

 مرحبا متابعي مدونة تعليم كم taalikom في هذا الموضوع سنتطرق لمختلف الأدوار والتصورات والمقاربات الحديثة في مجال التدبير الإداري بمؤسسات التعليم العمومي، من خلال عدة منطلقات، بدءا  من التطور الذي عرفته الإدارة التربوية في ظل التوجهات الجديدة نحو اللامركزية واللاتمركز، وفي ظل تزايد الحاجة لتفعيل أدوار الإدارة التربوية في مجال التواصل بين مكونات  المجتمع المدرسي، وفي التوجه نحو ربط المسؤولية بالمحاسبة.

التدبير الإداري لأطر الإدارة التربوية
التدبير الإداري لأطر الإدارة التربوية

تعريف  الإدارة التربوية

الإدارة بشكل عام هي عملية تسيير وقيادة وتوجيه لعدد من الأنشطة بمساهمة مجموعة من الفاعلين في مختلف أوجه الأنشطة الإنسانية. 
وهي بمثابة علم وفن، حيث تتداخل أنشطتها في عملية مركبة، وتحتاج إلى حس فني يحول دون التدبير الحرفي لمجموعة من الموارد، ويجعل من التدبير عملية مشتركة بين مجموعة من الفاعلين نحو الأهداف المنشودة، وبالتالي فإن حسن القيادة مرده إلى الأسس العلمية والمهارات الشخصية التي يرتكز عليها مفهوم "رجل الإدارة" الممتلك للحس التدبيري.
كما أن الإدارة ليست مجموعة من القواعد أو مذكرات تنظيمية نتقيد بها، بل هي فن خلق وضعيات تواصلية مبنية على التفاهم وحسن الإنصات والثقة المتبادلة بين جميع أطراف العملية التعليمية.

الأدوار المهنية لأطر الإدارة التربوية بمؤسسات التعليم

تتشكل الأدوار المهنية لأطر الإدارة التربوية بمؤسسات التعليم عبر عدة مستويات:

من حيث المستوى التنظيمي والإداري والمالي، تعمل القيادة التربوية على توجيه نشاط المجالس والأساتذة والتلاميذ  في إطار مشروع تربوي متكامل يشمل توزيع الحصص بشكل متوازي، ووضع قواعد النظام الداخلي مع تفعيلها واحترامها، ووضع الوثائق اللازمة للأطر التعليمية والتلاميذ خلال السنة الدراسية.

كما تعتبر إدارة المؤسسة مسؤولة عن القرارات المالية والمادية، وعن تحديد الحاجيات ووسائل العمل ومراقبة التجهيزات المدرسية المختلفة.

أما على المستوى الإجتماعي، فالإدارة التربوية مطالبة بربط علاقات اجتماعية متينة مع مختلف الفاعلين "جمعية ﺁﺑﺎﺀ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ، الجمعيات المحلية، ممثلي السلطة، مؤسسات عمومية أو خاصة وجمعيات المجتمع المدني"، من أجل تنمية دور المؤسسة، وتحسين جودة التعلمات المدرسية.

مسؤوليات أطر الإدارة التربوية بمؤسسات التربية التعليم

تتنوع هذه المؤسسات بين ماهو إداري ومالي وتربوي، وتتلخص المسؤولية الإدارية فيما يلي:

  • تسيير وضبط جميع العمليات الإدارية.
  • تنفيذ التوجيهات الإدارية التربوية لسير المؤسسة.
  • تدبير الملف المهني للأساتذة.
  • الإشراف على تحركات التلاميذ والأساتذة والأعوان.
  • تمثيل المؤسسة لدى السلطات والجماعات المحلية والإدارات العمومية والخاصة.
  • المساهمة في ترقية الأساتذة والأعوان.
  • مراقبة تسيير الداخليات.
  • الإشراف على ميزانية المؤسسة وضبط الوثائق والسجلات المالية والمادية للمؤسسة.
أما المسؤولية التربوية لأطر الإدارة التربوية، فتتلخص فيما يلي:
  • السهر على تطبيق البرامج وطرائق التدريس والحصص والكتب المدرسية.
  • إطلاع هيئة التدريس على المستجدات التربوية.
  • توزيع حصص هيئة التدريس والتلاميذ والحجرات الدراسية.
  • تنشيط وتفعيل مجالس المؤسسة.
  • إعداد الوثائق والوسائل  التعليمية.
  • مراقبة سيرورة التمدرس وأعمال المدرسين والتلاميذ.

منهجيية التدبير بالنتائج ووظائفه

التدبير بالنتائج هو نمط من أنماط التدبير، وهو يدل  في مفهومه العام على تعبئة الوسائل والإمكانات والموارد البشرية والمالية والمادية لتحقيق الأهداف المحددة.
وهذا النمط من التدبير مرتبط بمفهوم الإدارة الحديثة، ويهدف إلى تحقيق المردودية والتنافسية  والفعالية والجودة. 
إن اعتماد منهجية التدبير بالنتائج، تقوم على طرح مجموعة من الأسئلة، مثل:
  • ما التغيير الذي نريد الحصول عليه، ومن  هم المستفيدون؟
  • وماذا يتوجب علينا القيام به للحصول على التغيير؟
  • وماهي المخاطر التي تحول دون الحصول على التغييرات المرغوبة؟
  • وما الذي يجب عمله للتخفيف من هذه المخاطر؟
  • وكيف يمكننا التأكد من حصول التغييرالمرغوب فيه؟
ويتم في هذا الشأن الإنطلاق من الوضعية الحالية، وتحديد الوضعية المأمولة، ويمكن لهذا التغيير أن يكون إما في اتجاه التطوير أو التنمية أو الزيادة.
أما وظائف التدبير بالنتائج، فتشمل ما يلي:
  • على صعيد القيادة ينبغي توحيد الطاقات وتعبئتها وتوجيهها وتعميق التواصل بها.
  • وعلى صعيد التخطيط ينبغي تحديد الأهداف والنتائج وطرق تحقيقها بنظرة تشاركية.
  • أما على صعيد التنسيق، فينبغي توحيد الجهود والتصورات.
  • وأما على صعيد المراقبة فينبغي تتبع الإنجاز بالتقويم.
يبقى في الختام أن نقول أن مقاربة التدبير بالنتائج هي وسيلة لتحسين المردودية والجودة، تقوم فيها مسؤولية التدبير على إشراك الفاعلين في تحديد النتائج المرتقبة، وتقوم الإكراهات والمعيقات،  وتتبع التقدم الحاصل في تحقيق النتائج بطريقة أفضل.

google-playkhamsatmostaqltradent