السمات المميّزة للمتأخرين دراسياً |
عند الحديث عن خصائص وسمات المتأخرين دراسياً يجب التوضيح أن المتأخر دراسياً وإن اختلف عن أقرانه غير المتأخرين من حيث بعض المظاهر الجسمية أو العقلية المعرفية فإنه لا يختلف عن الطفل العادي باعتباره وحدة بشرية لها شخصيتها وكيانها، ودوافعها وانفعالاتها وكيانها الاجتماعي ولها قدرتها على اكتساب أنماط السلوك والميول والاتجاهات والمهارات، بل إن الفروق بين المتأخرين دراسياً وغير المتأخرين هي فروق في الدرجة وليست في النوع أو السمة بل هي اختلافات موجودة بين الأفراد. وفيما يلي نقدم أهم الخصائص التي تميّز المتأخرين دراسياً عن غيرهم:
الخصائص الجسمية:
لوحظ أن معدل النمو لدى الأطفال المتأخرين دراسيا، هو أقل من النمو عند زملائهم المتفوقين رغم أن الفوارق الظاهرية ليست ملحوظة، وإن كانت بعد فحص العينات التجريبية تظهر أن المتأخرين دراسيا هم أقل طولا وأثقل وزنا مع نضوج جنسي مبكر، ويقومون بحركة عصبية لا غاية منها تدل على عدم استقرارهم وثباتهم. كما لوحظ إصابة معظمهم ببعض الأمراض قبل دخولهم للمدرسة. أو أصيبوا ببعض المشكلات الأخرى (كضعف السمع، أو ضعف البصر، أو الروماتيزم) وهذه كلها أشارت إلى ارتباط السمات الجسمية بالتأخر الدراسي.
الخصائص العقلية للمتأخرين دراسياً:
ونجد السمات العقلية ضعف الذاكرة والتشتت، وفي الغالب يميل إلى الأشغال اليدوية فلا طاقة له على حل المشكلات العقلية أو المسائل التي تتطلب تفكيراً مجرداً، وبطء التعلم.
وأكثر ما يميزهم هو عدم القدرة على التركيز والانتباه والتفكير المجرد والربط بين الأفكار والحركات العصبية، والبرودة والحقد والاكتئاب وعدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية، إضافة إلى ذلك فإنهم يتميزون بالانفعال واللامبالاة والانسحاب عند مواجهة المشكلات وانخفاض مفهوم الذات.
الخصائص الانفعالية للمتأخرين دراسياً:
والمتأخرون دراسيا يميلون إلى العدوان على السلطة المدرسية، ويتسمون بالاكتئاب والقلق ويسترسلون أحلام اليقظة ويعانون من اضطراب انفعالي. وتشير الأبحاث إلى وجود عادات سلوكية منتشرة بين المتأخرين دراسياً بالاتجاهات السلبية نحو المجتمع، وذلك نتيجة للإحساس بالفشل والشعور بالنبذ من المدرسة والمنزل والأقران مما يؤدي إلى عدم تقبل الذات ثم الإحباط واليأس.
وأضحت دراسة مصطفى بديع وآخرون انتشار سمات السرحان والخجل، والخوف والانطواء، والقلق، والعدوان، والكذب والسرقة بين المتأخرين دراسيا .
الخصائص الاجتماعية للمتأخرين دراسياً:
يتسم المتأخرون دراسيا بسوء التوافق الاجتماعي الذي قد يعبرون عنه إما بالعدوان على الآخرين وممتلكاتهم أو بالانطواء والانسحاب من المواقف الاجتماعية، وعدم الرغبة في تكوين صداقات، وقد يميلون إلى الخروج على القانون نتيجة لمشاعر النبذ والحرمان التي يحسون بها، سواء في المنزل أو المدرسة، وقد أوضحت نتائج الدراسات انتماء معظم هؤلاء المتأخرين إلى أسر ذات مستوى اقتصادي منخفض، حيث تسود التوترات والخلافات الزوجية، ويسود التفكك الأسري وكثرة الأبناء وازدحام المنزل. ويؤكد ذلك أيضا ما توصلت إليه دراسات محمد عبد الغفار من وجود علاقة موجبة بين انخفاض التحصيل الدراسي للأبناء واتجاهات التسلط، والحماية الزائدة، والإهمال، وإثارة الألم النفسي، والتفرقة لدى الأبناء.
إن اتجاهات الباحثين في تفسير ظاهرة التأخر الدراسي من حيث المفاهيم والتي يشوبها الغموض وعدم التحديد، حيث استخدمت مصطلحات كثيرة للإشارة إلى التلاميذ الذين يواجهون مشكلات تربوية معينة تحول دون نجاحهم في المدرسة منها:
التخلف العقلي، بطء التعلم، صعوبات التعلم، التخلف الدراسي، الفشل الدراسي والتسرب المدرسي، وخلصت بعض الدراسات أن الظاهرة لابد من تفسيرها اعتمادا على محكات متعددة وخاصة في إطار المجال الأكاديمي، أي مدى ارتباطها بشكل كبير بمحك التحصيل الدراسي كمؤشر يكشف لنا على مدى تفوق وتأخر الطالب في دراسته، وبشكل آخر فإن ارتفاع أو تدني تحصيل المتعلم يمكننا من تصنيف الطلبة إلى فئات منها المتفوقين والمتأخرين، ومن المفاهيم المرتبطة بمفهوم التأخر الدراسي نلاحظ أن التخلف العقلي يعبر عن انخفاض واضح في نسبة الذكاء وعدم اكتمال النمو العقلي الذي يظهر في الطفولة المبكرة وأنه يمكن تدريب الأفراد مهنياً.
بينما مفهوم بطيء التعلم يعبر عن تأخر عقلي يرجع إلى انخفاض نسبة الذكاء. في حين أن التخلف الدراسي يعني تدني نسبة التحصيل الدراسي نتيجة تدني نسبة الذكاء عن 70 درجة. وكل هذه المفاهيم الثلاثة تدور حول فكرة تدني نسبة الذكاء عن المتوسط دون النظر إلى العوامل الأخرى المسببة لانخفاض التحصيل الدراسي لدى المتعلم وتأخره الدراسي.
أما بخصوص مفهوم صعوبات التعلم، فإن الصعوبة في التعلم تؤدي إلى انخفاض في التحصيل الدراسي عن المستوى المتوقع نتيجة صعوبة خاصة أو نوعية في التعلم كالفهم والقراءة والكتابة والنطق والتهجي وإجراء بعض العمليات الحسابية، رغم وجود لدى الفرد ذكاء مرتفع وفوق المتوسط، وقد يرجع ذلك إلى عوامل نفسية ولكن ليس لديه مشكلات حسية أو حركية أو اجتماعية.
بينما نجد أن التأخر الدراسي قد يرجع إلى انخفاض نسبة الذكاء وإلى عوامل جسمية، عقلية معرفية، نفسية وجدانية واجتماعية التي تؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي. يظهر مما تقدم أن التأخر الدراسي من المفاهيم التي يشوبها الغموض وعدم التحديد، حيث استخدمت مصطلحات كثيرة للإشارة إلى التلاميذ الذين يواجهون مشكلات تربوية معينة تحول دون نجاحهم في المدرسة منها: التخلف العقلي، بطء التعلم، صعوبات التعلم، التخلف الدراسي، الفشل الدراسي والتسرب المدرسي.
ما يميزهم بجملة من الصفات السلبية عن أقرانهم، ويكون ذلك ناتجا عن عوامل شخصية أو اجتماعية أو مدرسية تؤثر بشكل وبآخر عن مستوى الطالب، لذا لابد من مراعاة هذه الاعتبارات، من خلال تلبية وإشباع حاجات المتأخرين، وكذلك تقديم خدمات وقائية إرشادية تربوية ونفسية، تعليمية تمكن من الرفع أكثر لدى التلاميذ المتفوقين والتحسين من أداء المتأخرين دراسيا.